العالم يتجه إلى لينكس فهل لهذا التوجه معنى؟
العالم كله يذكر لينكس بأنه أهم أنظمة التشغيل التي ستتحدى مايكروسوفت و WIN الذي تملكه.فنحن كثيراً ما نسمع في وسائل
إعلام المعلوماتية IT MEDIA عن هذا الطفل المعجزة الذي ُسمي
LINUX .و لكن هل سيستطيع أنصار LINUX التغلب على أكبر شركة برمجيات بالعالم Microsoft
نحن يا جماعة نتكلم عن شركة رأس مالها ُيقدر ب48.7مليار دولار.
إلا أن هذا كله لا يمنعنا من فهم ما هو لينكس و ما الأسس التي جعلته من أقوى الأنظمة عالمياً و هذا الأساس هو الذي سيولد
انهياره باعتقاد بعض الناس حيث يحتجون بأن ويندوز2000 عندما تسربت بعض الشيفرات البرمجية للنظام أدى ذلك إلى نشوء اكثر الأنظمة ضعفاً إلا أن تم تنزيل حزم التعديل service pack
.إلا أننا لا نستطيع إلا أن نخمن و نرى ما سيقوم به أنصار لينكس لمواجهة التحدي الذي يترقب بهم من مايكروسوفت .فإذا ما درسنا الناس و التقانة فسنجد أن 70% أو ما فوق من مستخدمي الحاسب في سوريا هم في الغالب مستخدمين نهائيين و لا يمد الحاسب لهم بصلة إلا في اللعب أو الإنترنت و هذا حال الكثير من الدول العالمية و النامية حتى نكون صريحين .فمايكروسوفت و بيل غيتس تحديداً عرف أشياء كثيرة للتحكم بالسوق و عرف علم الاقتصاد قبل المعرفة التقنية و البرمجية
فاستغل السواد الأعظم من الناس بتكوين نظام تشغيل بسيط وسهل على حساب القوة وهذا مشهود لهم مني ومنك. أما لينكس فأنا لا أقول أنه يحتاج إلى معرفة تقنية عالية مع دراية كافية للعمل معه و لكن أقول أنه في بعض توزيعاته هذا الكلام منطقي. أما في بعض التوزيعات فلا تجد لهذا الكلام صلة لا من قريب و لا من بعيد. بل بكل بساطة يحتاج إلى معرفة متقدمة بشكل صغير advanced knowledge
من الأسئلة الشائعةFAQ التي تتداول بين الناس: هل لينكس بدأ هكذا من دون أي عوامل عملت على تطويره كما كان بعض علماء التاريخ ُيطلقون على الحضارة اليونانية اسم المعجزة الإغريقية التي تشكلت وحدها دون عوامل أخرى ساعدت على قيامها؟
فالجواب بكل بساطة لا .لا أريد التدخل في التاريخ و لكن كما ذكرت ليس هناك نهضة أو ازدهار لدولة ما.إلا بدول سابقة قدمت اليسير من العلم و المعرفة فقامت الدولة الأولى بأخذ اليسير من كل حضارة فأنشأت من العلوم الصغيرة حضارة كبيرة لا ُيعلى عليها( ربما ستتذكرون مايكروسوفت و قيامها بما سبق )
نعود إلى لينكس وتاريخه :
ُيعزى ظهور فكرة أو فلسفة(إذا أردنا الدقة)المصادر المفتوحة إلى رجل فضّل أن يُلقب( بالهاكر المطلق) ألا و هو ريتشارد ستولمان الذي أظن أنه فيلسوف أكثر من كونه مبرمجا مبدعاً فهو الجد الكبير ل لينكس و الفكرة التي اعتمد عليها هذا النظام من تأليفه
و له قصة خاصة بدأت
عندما قام طالبين في جامعة كاليفورنيا في بركلي dennis rithchie,ken thompson
بإعادة كتابة نظام تشغيل بلغة السي بشكل متين إلى أن جاءت شركة أمريكية اسمها bellو بنت هذا النظام و أخذت تطوره حتى أصبح معروفاً بيونكس و بعد فترة من الزمن أخذت تهدد و تندد بمن لا يدفع ثمنه المرتفع جداً
فنقم هؤلاء الأشخاص الذين طوروا النظام بعدما تعبوا عليه و انفصلوا عن الشركة. ومن هؤلاء الأشخاص كان ريتشارد ستولمان فشكلوا فريق هاكر سموه (المبرمجون الحقيقيون ) كما يجدر الذكر إن ريتشارد ستولمان قام بكتابة العديد من برامج لينكس
فقد
قام ببداية السبعينات بتعلم البرمجة و وجد ستولمان أن الشيفرة البرمجية للبرامج لا تتاح لأي من المستثمرين حتى المبرمجين أنفسهم. فأكربه ذلك و قام بابتكار أفكار ثورية في وقت كانت الثورية هي المسيطرة في ذاك الوقت و بدأ بنشر فكرة البرمجيات الحرة و لكنه بدأ عمله الفعلي في مشروع غنو GNU GNU NOT UNIX الذي بدأ 1983 و قد درس في جامعة MIT العريقة (ستعرفها إذا كنت من مشاهدي CEO EXCHANGE ) و قد ظن الناس أن المشروع هو من يونكس أو تطويره. لذلك سمي بغنو حسب الاختصار السابق
1984:أسس ستولمان مع فريق غنو مؤسسة البرمجيات الحرة FREE SOFTWARE FOUNDATION و بدأ مشروع غنو بالتحقق فعلياً فقد طوروا أدوات برمجية لنظام التشغيل المترقب ولكن ما كان ينقصم هو نواة التشغيل KERNEL فجاء الأب الأكبر للينكس و هو لينوس تروفالدس و أسس نظام تشغيل بحد ذاته قائم على فلسفة المصدر المفتوح معتمداً على GNU TOOLS لإنشاء هذا النظام و سماها باسمه . مما سبق نستنتج
1:ريتشارد ستولمان هو المؤسس العملي حيث بدأ مشروعه (إتاحة المصادر البرمجية) وسماه فيما بعد غنو حتى لا يظن الناس أنه يونكس و لكن نقصه النواة
2: قام لينوس تروفالدس (من جامعة هلنسكي)(فلندا) بإنشاء النواة و أسس أول نظام تشغيل حر و سماها باسمه لينوكس حيث بدأ بالعمل على نظام شبيه باليونكس minix (و هو نظام مصمم للأغراض التعليمية وتم تطويره إلى أن أصبح لينكس91 بعد ميلاد المسيح)
.نجد مما سبق أن البرمجيات الحرة هي نتيجة عمل يتلوه عمل آخر
و ليست نتاج عمل فردي وهذا ما أراده ستولمان من فلسفته.
--------------------------------------------------------------------------
011010101001010101010010010101010100101
--------------------------------------------------------------------
أما الآن فسأتناول الفرق بين المصادر المفتوحة و البرمجيات الحرة
OPEN SOURCE & FREE SOFTWARE
سأبدأ من الناحية اللغوية و الأدبية حيث FREE تعني باللغة الإنكليزية حر أو مجاني
المعنى الثاني ليس المقصود فيه في عالم البرمجيات حيث تأتي على الأغلب كلمات أخرى منها share ware و غيرها أما free بالمعنى الأول هو البرامج الحرة التي تتيح الشيفرة البرمجية مع إتفاقية GPL GENERAL PUBLIC LIECNE مثلاً
و كذلك ُسميت FREE SOFTWARE FOUNDATION
اعتماداً على هذا الأساس أما المصدر المفتوح فهو فلسفة قائمة بحد ذاتها
ما معنى فلسفة؟ الفلسفة هي حسب تعريف الفلاسفة بشكل عام هي الفكرة أو التساؤل الذي يثيره العقل الباطني للإنسان. وهذا معنى أن المصادر المفتوحة فلسفة بحد ذاتها
أي أنها فكرة صحيحة أو خاطئة لا يهمنا وضعها و فلها مؤيديها و معارضيها
إذا المصادر المفتوحة هي فكرة بحد ذاتها يمكن تطبيقها في مجالات ُأخرى
فالتاجر يعطي غيره أسرار المهنة التي توارثها و النجار و الحدّاد و غيرهم …….
فعند تطبيق تلك الفلسفة فالمعرفة تنتقل إلى الجميع و هذا ما أراده ريتشارد ستولمان
---------------------------------------------------------------------------
01010110110010110101001010101001010101010010101
و لكن هناك قد يطرح نفسه في العقول ما هي العلاقة بين نظام لينكس و غنو ؟
تلك العلاقة عضوية أو كما في علم الأحياء علاقة تعايش فكما قلت سابقاً مشروع غنو كما كان مشروع منهاتن ينقصه بعض الأشياء ف غنو ينقصه النواة بينما منهاتن نقصه اليورانيوم و جاء لينكس و قدم النواة المنتظرة فاتحدا مع بعضهما البعض gnu/Linux OS
كما أنه لا يمكن أن تعدل النواة إلا بموافقة لينوس تروفالدس فحقوق الإبداع تبقى محفوظة
-------------------------------------------------
أما الآن فقرتي الأخيرة فهي مهمة لجميع مستخدمي لينكس.
و هي تتناول الحريات التي تؤمنها البرمجيات الحرة بما فيها لينكس including Linux فالبرامج المغلقة تتيح لك عزيزي القارئ خياران إما أن تستعملها أو تحذفها
فالإنسان في عمر الشباب لديه طاقات كبيرة وبالنسبة للمبرمجين الشباب لا يكتفي بمعرفة كيفية استخدام منتجات معينة products فحسب بل يريد معرفة دهاليز الحاسب فعندما يكون المنتج مغلقاً ويسأل ذلك الشاب المتعطش للعلم و التقانة أستاذه عن كيفية عمل برنامج عندها سيقول معلمه أني لا اعرف و انه غير مسموح لي أن اعرف عندها سيتوقف العلم أما إذا كان البرنامج حراً عندها سيأتي معلم الشاب و يقول له :خذ الشيفرة و اقرأها و اعرف كيفية عمل البرنامج
و يجب أن انوه إلى أن راغبي تعلم البرمجة عليهم فعل شيئين لا ثالث لهما و هما قراءة وكتابة الكثير من الشيفرات البرمجية حتى تتعلم البرمجة بشكل جيد حين أن البرامج المغلقة لا تؤمن تلك الحرية .أما البرمجيات الحرة فتؤمن عدة خيارات فأما أن نستعملها كما هي أو أن نزيد فيها ما نشاء أو نعدل فيها تعديلاً جذرياً أو أن نحذفها
و يجب أن تتذكر عزيزي القارئ أن التغيير الكبير يكلف أكثر و قس ما شئت
ننتقل إلى الحريات التي وضعها
ريتشارد ستولمان للبرمجيات الحرة فقد ُكتبت في مقال سابق في مجلتنا الرقميات (digitals) و كانت للدكتور حسن السيد ومشكور له جهوده
وهي :
الحرية 0:حرية المستثمر investorفي تشغيل و استعمال البرامج و دراستها و معرفة أسرارها و كيفية عملها
الحرية 1: الحرية في تعديل البرامج و تكييفها مع حاجة المستخدم
الحرية2: الحرية في نسخ البرامج لمساعدة الجار والصديق و الزميل و غيرهم وفي سوريا الكل يعرف معنى النسخ و مساعدة كل ما ذكر
الحرية3:الحرية في نشر البرمجيات المتطورة بشكل واسع
أرجو أن تشكل المقالة الفائدة المرجوة منها أما المقالة التالية فهي ستكون أهم ما كتبته وهي تتضمن تصحيح المفاهيم الخاطئة عند السواد الأعظم من الناس
السبت نوفمبر 22, 2008 6:15 pm